الأحد، 23 نوفمبر 2008

( الدستور الأسبوعي - ضربة شمس - الأربعاء 12 نوفمبر 2008 )
الآخرون  
12/11/2008 

أحمد الجارحي

أنت طالب لا تطلب العلم ولكن يطالب التعليم برأسك. أنت محب في زمن أتعس حالا من زمن الكوليرا، حيث النهاية الطبيعية لقصص الحب تصبح الفشل لأسباب استهلاكية بحتة. أنت خريج جامعي تعيش مرحلة «وماذا بعد؟!» وصرت تنظر بعين الحسد لزملائك الذين رسبوا عدة مرات ولم يتخرجوا بعد.


أنت مصري تحب وطنك وتعتز به ولكنك تبحث عنه فلا تجده. وأنت.. وأنت.. وأنت.

لا تكمن المشكلة في كل ما سبق فقط، المشكلة أنك مطالب بأن تحتفظ بهدوئك واتزانك في حين أن كل ما حولك يدفعك بشكل ما في اتجاه واحد نحو الجنون، والجنون كما نعلم هو أمر نسبي، عندها يصبح السؤال هو: هل يصبح فقدان العقل أمر منطقيا مهما كانت الظروف المحيطة؟ وهل يصبح الاحتفاظ بالهدوء تبلدا بشكل أو بآخر؟! قطعا لا، ليس مطلوبا لاستعادة اتزانك وهدوئك حتي في أصعب المواقف سوي أن يتركك الآخرون لتواجه أمورك بنفسك، ليس لأن الجحيم هو الآخرون فقط، ولكن لأن كل آخر من أولئك الآخرين لديه أيضا أمور خاصة تحتاج منه التعامل معها قبل أن يتفرغ لك أو لغيرك.

الثلاثاء، 18 نوفمبر 2008

حتة دويقة

دول حبة كلام مكتومين من أيام الدويقة وبلوتها ... حمض منهم شويه وشويه اتنسوا ..


ومش باقي غير :


دموع في العين على ناس غريبة ... عاشت وماتت : ميته

طول عمرها .. و جبلها دايس على حلمها

بيكتم أى أهه لحزنها

بيقتل أى معني لفرحها

*******

وجثث صاحيه بتدور على جثث ميته ..

وقلوب بتبكى نفسها ..وقلوب بتبكي بعضها

وعيون تحت الركام مستنظره..

حد يلاقيها فتكمل فوق الارض موتها ..

ياتتنسي وتندفن تحتها !!

وعيون بتسرق من خيوط النور حبة أمل !!

تيجى تصرخ ... صرختها تطلع همهمة ...


وعساكر حالها زيهم جاية تدفن صوت حزنهم ...


وأم تصرخ

.على صرخة مقتولة ف قلب ابنها .....


وقع البلا واللى مات إرتاح ...

الاسم عيشة والكل مستني بلوته...

عبدالله أسامة


اسمي أحمد

    قد تحدث لك , وقد تفهم قصدي حتى لو لم تكن كذلك . فقط افترض معي الآن أن اسمك أحمد . هو أحد الأسماء الشائعة التي يصعب تمييزها مفردة , لذلك يناديك أصدقائك بلقبك مباشرة مع حذف اسمك للإيجاز والإنجاز , وفي البيت تقريبا لا يذكر اسمك أمامك , فأنت "يابني " " إنت" "بص " واسمك –أيضا- محذوف مجازا . في الشارع أنت "أستاذ" "باشمهندس" "جنتل" "بيه\باشا" , و في الشارع المرء يعذر بجهله لأنه –طبعا- لا يعرف اسمك . حتى حبيبتك –على اعتبار ما كان أو سيكون – لن تناديك باسمك , فأنت "حبيبي" أو "بيبي" -مع حذف ال"ح" لتتساوى في الظلم مع اسمك- أو أي مشتقات بلاغية أخرى مراعاة لمقتضى الحال " روحي , قلبي , عيني , إيدي , رجلي .. " . حتى إن أي طفل صغير في محيط أسرتك -مازال يجاهد لكي ينطق- لا يعرف ما يناديك به سوى اسمك , ولكنه ينطقه في أفضل الأحوال "دادا" .. و أكاد أجزم أن حبيب فيروز الذي غنت له "باكتب اسمك يا حبيبي" لم يكن اسمه أحمد !
    ستقتصر علاقتك باسمك على الأوراق والتعاملات الرسمية , وفي المرات القليلة التي سيناديك أحدهم باسمك مجردا ستندهش وأنت تتذكر هذا الاسم الذي هو لك في الأساس , شاعرا بمزيج من الغربة والحنين . ستحصي السنين التي مرت عليك وكم الغبار الذي لحق باسمك , وتأخذ وقفة مع نفسك مصمما على رد الاعتبار له , فتكتب صيغة رسالة واحدة كيفما اتفق وترسلها لكل من يعرفك , ولن تعجب حين يعلم الجميع أن هذه الرسائل منك أنت تحديدا رغم أنك لم توقع أيا منها إلا باسمك مجردا .. "أحمد" .
    قد يكون اسمك منتشرا .. وقد يصعب تمييزك به مجردا , ولكنه سيرتبط بك ويلازمك , لتصبغه أنت بملامحك الخاصة وتودعه قبسا من روحك .. تقول فيروز " الأسامي كلام .. شو خص الكلام .. عينينا هني أسامينا " .

أحمد الجارحي