الأحد، 21 ديسمبر 2008

رسالة إلى أوباما

عزيزي باراك حسين أوباما

قبل التحية

كنت أود أن اكتب إليك رسالتي بلغة إنجليزية بحتة ولكني عدلت عن ذلك ليس لضعف لغتي ولكن من باب عدم بيع الماء في حارة السقائين ومن جهة أخرى كنوع من الغلاسة على رجال السي آي إيه (وكالة استخباراتكم المركزية) حيث سيضطرون إلى ترجمة رسالتي إضافة إلى عملهم الأساسي في فحصها للتأكد من خلوها من مسحوق الجمرة الخبيثة –عافاك الله- .. ولذلك اكتب إليك بلغة عربية احاول جاهدا أن تكون سليمة حتى لا يشمت في مدعي الفرانكوأراب وأعوانهم .
اكتب إليك رسالتي من موقع الندية , فلا أنا أريد من ورائك شيئا ولا أنا أخشاك .. لا اطمح في الحصول على الجرين كارد للإقامة والعمل في الولايات المتحدة ولا أخشى قضاء الشتاء القادم في جوانتانامو حيث لم يسبق لي زيارة كوبا من قبل . لذلك فلن اهنئك بفوزك في الانتخابات من باب اجتناب الشبهات , ولكني سأحاول أن انقل نبض الشارع المصري تجاهك باستخدام سماعة طبية ألمانية الصنع ليست بنفس كفاءة الأمريكية منها ولكن لضمان الحياد ..

عزيزي باراك أوباما
اعلم أننا لم نفرح بفوزك بقدر سعادتنا بخسارة ماكين لأننا نعلم جيدا أنه " ما أسخم من ستي إلا سيدي" و " ما أوسخ من بوش إلا ماكين " . لم نكن لنتحمل مطالعة وجه ماكين البلاستيكي يوميا لمدة أربع سنوات على الأقل , فإن مراراتنا –كمصريين- مثقلة بأعباء أخرى .
ندرك جيدا أن أفضل ما يمكنك فعله هو إحداث تغيير سطحي في السياسة الأمريكية بمبدأ الضرب بقبضة من ريش أو الجرح بدون إسالة الدماء , وتلك هي دبلوماسية الحمار الديمقراطي في مقابل غباء وسماجة الفيل الجمهوري , عن نفسي أميل تلقائيا إلى الحمير لأننا كمصريين تربطنا عشرة قديمة معها بينما الفيلة لم نعاشرها لأننا لسنا هنودا . أضف إلى ذلك روح الألفة التى شعر بها المصريين تجاهك منذ أن علموا أن اسم والدك هو حسين ولا تندهش إذا سمعت لفظ "سحس" من أحدنا .. روح الألفة تلك لم تمنع شعورا داخليا لدى أغلبنا بأن أي فرد فينا هو أفضل منك حتى لو كان "مسلك مجاري" , قد لاتكون تلك عنصرية تماما ولكنها شعور بالأفضلية تجاهك كصاحب بشرة سمراء وتنحدر من أصول كينية .. ومن منطلق أني لا أكن تجاهك أي مشاعر عنصرية أو حتى أفضلية , فأنصحك إن زرت مصر لاحقا أن تبعد خط سيرك قدر الإمكان عن ميدان مصطفى محمود بالمهندسين لأن هذا المكان مسكون بأرواح ضحايا سودانيين (بشرتهم سمراء مثلك) ومازالت تلك الأرواح المعذبة تطلب القصاص حتى الآن .

عزيزي أوباما
لا أرى أن مهمتك ستكون صعبة كما يتخيل البعض نتيجة لتسلمك الرئاسة في أوضاع مزرية تسبب فيها سابقك بوش الذي سيرحل غير مأسوفا عليه مشيعا باللعنات والكثير من القلل التي ستكسر خلفه والأحذية التى ستصوب إلى وجهه , ولكني أرى مهمتك غاية في السهولة , لأنه لم يعد في الإمكان أسوأ مما كان ..

ها قد أثبت حسن نيتي .. وكانت البداية برسالة , لست مسؤلا بعد ذلك إذا كانت النهاية بفردتي حذاء أيضا .. ستكون تلك مسؤليتك أنت وحينها لا تلومن إلا نفسك .. وشياطينك .

الغير مخلص لك /
أحمد الجارحي



8 التعليقات:

غير معرف يقول...

جميلة جدا الرسالة دي
!!
عجبتني بصراحة
لغة خطابة سليمة
بمعنى
إن اللي يقرأها يحس إنه فعلا بيقرأ رسالة رسمية لرئيس حاجة من الحاجات حواينا
تحياتي

We2am يقول...

جميل.. انت كده عملت اللي عليك..
اما نشوف..
"فلا يلومن إلا نفسه..و شياطينه..و الكونجرس،و اللوبي الصهيوني"
:))

أحمد الجارحي يقول...

Bannoura :
والله أنا كنت باحاول قد ما اقدر إن اللغة تطلع سليمة , إنما موضوع الخطابة ده ماقدرش افيدك فيه
الرسالة فعلا زي مانتي حاسة , الفرق إنها مش رسمية .. صباح الفل .

we2am :
يلوم اللي يلومه بقى إن شالله حتى يلوم أعداء الثورة , أنا ماحبتش أزود في الخيارات بس عشان محدش يفتكرني من أنصار نظرية المؤامرة ..
منورانا دايما يا معلمة .

عبدالله أسامة يقول...

حلووووووة فعلااااا..

لكننى أكاد أجزم وأعتقد انه لن يستحق نهاية أقل من علقة محترمة من عساكر الأمن المركزى وفي نفس ذات المكان ... ميدان مصطفي محمود

أحمد الجارحي يقول...

اتقل عليه بس ياسي عبدالله وسيبه يشتبك مع القدر لتحديد نهايته .. عشان مايبقالوش حجة بعد كده
وعلى رأي المثل الإنجليزي .. wait & see

Maha يقول...

تدوينة ممتعة جدا ولديك اسلوب خاص مميز ما شاء الله في الكتابة

المدونة تبدو من العيار الثقيل .. حمدا لله أني تعثرت بها :)

أحمد الجارحي يقول...

Maha :
حمدا لله أنك تعثرت بنا وتعثرنا بك
يارب دايما نكون عند حسن الظن

غير معرف يقول...

أعتقد ان احنا بنأذن فى مالطا (صح كدا)
ده اذا صوتنا وصل لميدان مصطفي محمود اصلا
بس تمام وكل يوم من ده لحد مايقول حقي برقبتي
هذه أنا